صليت المغرب يوماً فجاءني شاب قال لي: يا شيخ! أريد الحديث معك، قلت له: تفضل. قال: لا. عندي شخص آخر يريد أن يجلس معك، قلت: الآن؟ قال: لا بعد أن يخرج الناس، خرج الناس وبعد صلاة المغرب جلست معه في زاوية المسجد، جلست معه فإذا بالثاني يخرج لي هوية من جيبه نظرتُ إليها، قال لي: يا شيخ انظر إلى الصورة، نظرت إلى الصورة وأنا في المسجد، الصورة فيها وجه حسن، وجه جميل مضيء، والذي أمامي وجه مخيف مفزع، قبيح مظلم، قال لي: يا شيخ أنظرت إلى الصورة؟ قلت: نعم. قال: هذا أنا، قلت: مستحيل. قال: والله وأنا في بيت الله هذه الصورة صورتي. قلت: يا أخي لا يوجد وجه للشبه أبداً، وما أحببتُ أن أخبرَه أن الصورة أجمل وأحسن بكثير من الوجه الذي أمامي، نور في الصورة وظلام أمامي، قلت له: حدثني عن خبرك. قال لي: يا شيخ! كان لي رفقة عند بيتي، جئتهم يوماً من الأيام، أشرب معهم الشاي كالعادة، يقول: لكن الشاي لم يكن كالعادة، أحسست عند شربي للشاي بلذة، فجئتهم في اليوم الثاني أرجو أن أشرب نفس الشاي، وشربت منه في اليوم الثاني فأحسست بلذة أكبر، يقول: وكأن نفسي أصبحت خفيفة، وفي اليوم الثالث والرابع حتى أدمنت على شرب هذا الشاي، وأنا لا أدري ما الذي به. وفي يوم من الأيام قدمتُ إليهم أسألهم عن هذا الشاي، قالوا لي: يا فلان! أتعرف ماذا بهذا الشاي؟ قلت: لا. قالوا: به حبوب. قلت: وما حبوب؟ قالوا: حبوب مخدرات. قلت: الآن أنا لا أستطيع أن أتخلص منه؟!! ما الحل؟ قالوا: نعطيك منها، لا تخف فالحبوب متوفرة، قلت: أعطوني، قالوا: بالثمن -فأوقعوه الآن في حبالهم- قال لهم: ليس عندي أموال، قالوا: هذا ثمنها ابحث عن الأموال. قلت له: من أين كنت تأتي بالمال؟ قال لي: يا شيخ! كنت أطلب من الوالدة والوالد وكانوا يعطوني في بادئ الأمر، ثم بدأت أسرق منهما، ثم بدأت أسرق من غيرهما، وأستدين وأسرق، قلت: إلى أي درجة؟ قال: قالوا لي يوماً من الأيام: إن أثقلتك الأموال فهناك طريقة أخرى. قلت: وما هي هذه الطريقة؟ قالوا لي: تروج لنا المخدرات، أنت تروج ونحن نعطيك. قال: كيف؟ قال: علموني الطريقة، يقول: بدأت أروج المخدرات وأنا لا أشعر، دخلت في وحل الترويج، قلت له: لم لا تتوب؟ قال: يا شيخ! جربت التوبة جربت أن أتوب، قلت: وما الذي منعك؟ قال: السلاح. قلت: ماذا تقصد؟ قال: يهددوني بالقتل إن لم أستمر في هذا الترويج يقتلونني بالسلاح.