واذا أخذنا الثقافة بمعناها الواسع الذي يشمل القيم والمواقف والاتجاهات وانماط السلوك نجد التلفاز يأخذ مكان الصدارة في تعميق كل هذه المعاني .
واضافة لكل ما سبق فقد اثبتت الدراسات ان التلفاز في مجال التعليم اصبح المعلم والمؤثر الوحيد في توجيه رسالته التعليمية لالاف بل لملايين المشاهدين .
وعندما يقر المعنيون بهذه الدراسات بكل ما سبق يؤكدون ان هذا التأثير لا يحدث بصورة فورية وانما( القيم والمواقف والاتجاهات الفكرية والعاطفية وانماط السلوك الاجتماعي لا يمكن تغييرها او تعديلها او تأكيدها الا على مراحل من الزمن تطول او تقصر وفق طبيعتها ومدى تغلغلها في نفس المشاهد والجماعة ووفق مؤثرات التغير او التعديل او التأكيد) . هذه الحقائق دفعت الكثير من الباحثين للقول بأن الجيل في زماننا، ينشئه ثلاثة هم الأب والأم وأب ثالث هو التلفاز ويؤيدون اقوالهم بابحاث وتجارب حديثة اجريت في كثير من الدول المتقدمة التي اثبتت ان البرامج والافلام التلفازية تترك تأثيرا واضحا في الشباب بصفة عامة والاطفال بصفة خاصة، سواء كان هذا التأثير ايجابيا او سلبيا، ويرجعون ذلك الى عاملين : (الاول : ان الاطفال والشباب يستمدون كثيرا من خبراتهم عن الحياة من برامج التلفاز، وان خبراتهم الواقعية محدودة، ولذلك يتقبلون ما يعرضه التلفاز دون مناقشة او تفكير فتكون درجة امتصاصهم للمادة المعروضة اكبر ما يمكن في مرحلة الطفولة .
الثاني : انه كلما صغرت سن الفرد وقلت خبرته صعب عليه الفصل بين الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه، والواقع المعدل او الخيال الذي تقوم عليه البرامج ولذلك غالبا ما يعتقد ان ما يعرضه التلفاز حقيقة واقعة) بعد هذه المقدمة نتناول الحديث عن :
فوائد وايجابيات التلفاز
تشير بعض الابحاث والتجارب التي قام بها علماء النفس والاجتماع والاعلام ان التلفاز يقوم بوظائف عديدة وخدمات كثيرة للشباب والاطفال منها الترفيه والتعليم والتثقيف واكتساب الخبرات والمعارف واشباع الرغبات التي لا يستطيعون تحقيقها في حياتهم الواقعية نفصل فيما يلي الكلام عن فوائد التلفاز وايجابياته :
1- المساهمة في التكوين العلمي والاجتماعي والثقافي : اشارت دراسة مهمة بانه يمكن ان تسهم برامج التلفاز في التكوين العلمي والاجتماعي والثقافي للطفل اكثر مما تسهم البرامج التقليدية، كما يمكن ان تثري فكر الطفل وحسه بالخبرات التي تجلب اليه رسائل مصورة ذات معنى ما يزيد في حصوله على المعلومات، وتزيد من رصيده اللغوي وتساعده في مواجهة مشكلاته اليومية، كما تنمي قدراته المبدعة، التي يتواصل من خلالها مع العالم الواسع، وبلوغه المطامح بعيدة المدى في عصر المعلومات الذي نعيشه .
2- تدعيم القيم الايجابية في نفوس الاطفال -تهدف برامج الاطفال الموجهة والسليمة- في التلفاز الى تدعيم القيم الايجابية في نفوس الاطفال، والتركيز على تنمية الاحساس بالانتماء الوطني لدى الطفل، مع تعريفه بحقوقه وواجباته تجاه المجتمع، والتركيز على تأكيد المثل والسلوكيات الايجابية في نفوس الاطفال . كما يعمل التلفاز على غرس العقيدة السماوية، وتجلية حقائق الايمان، وتقديمها للطفل في صور مبسطة، والقاء الضوء على الهوايات والرغبات التي تشبع الكثير من حاجاته، والتي تهم الطفل، وكذلك تنمية مواهبه، وتشجيع الاطفال على اظهار ميولهم واتجاهاتهم، وتنمية الجوانب الايجابية الطيبة المواتية فيهم .
3- إسهام التلفاز في التعليم : ( ان الباحثين يتفقون على ان الاطفال يتعلمون من التلفاز، وان تعلمهم هذا يأتي عرضا، من خلال المشاهدة اليومية التي تهدف الى الترفيه والتسلية اساسا ) .
( وتشير بعض البحوث الى ان استعمالات الطفل المبكرة للتلفاز هي من اجل الترفيه والمتعة والتسلية . وان فكرة ذهاب الطفل الى التلفاز بالمنزل طلبا للمعرفة يعتبر سلوكا غير مألوف لا يقوم به الا في سن متأخرة، ويحدث غالبا بين الاطفال الذين يتميزون بنشاط ايجابي في البحث عن الحقائق الواقعية ) .
( وتميل الدراسات الى التأكيد على ان التلفاز يحتل المركز الاول عند الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين الثالثة والثامنة . وذلك ان ذهن الطفل في هذه المرحلة العمرية 3-8 سنوات، يكون في مرحلة اكتساب الخبرات والمعلومات، ويكون حب الاستطلاع لديه قويا، وكثيرا ما يستسلم لما يراه على شاشة التلفاز فضلا عن ان الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون اكثرا تواجدا في البيت .
ورغم ان طفل الثالثة-الثامنة يسترعي انتباهه كل جديد، لكن الجديد الذي يأتيه عن طريق التلفاز يستثير انتباهه بشكل يفوق ما يأتيه عبر اية وسيلة اتصال اخرى، وذلك بحكم جاذبية التلفاز ومواصفاته التي يتميز بها عن باقي وسائل الاتصال الجماهيرية، مفترضين ان هذا الجديد الذي يأتي عن طريق التلفاز تتوفر فيه المواصفات الفنية والجمالية والمعرفية التي تتناسب ومستوى القدرات العقلية التي تعتمد اساسا على بعدها الخيالي عند هؤلاء الاطفال ) .
كما(اكدت دراسة المجلس العربي للطفولة والتنمية وان التلفاز اصبح يشكل مدرسة موازية في نقل المعارف والعلوم فيما يؤدي عامل التكرار فيما يقدمه التلفاز الى التأثير في اضافة معلومات جديدة الى الطفل تختلف-كما وعمقا- عن معلوماته السابقة .
واوضحت الدراسة ان التلفاز يتمتع كوسيلة سمعية وبصرية بقدرات هائلة قد يكون لها دور في تنمية وظائف النمو العقلي والتعلم المجدي عن طريق التسلية مشيرة الى ان الطفل العربي بمختلف فئاته العمرية والاجتماعية يعيش واقعا اعلاميا متغيرا ) .
وقبل ان ننهي مسألة اسهام التلفاز في التعليم نشير لدراسة لهيملويت تؤكد فيها( ان الاطفال الذين ليس امامهم الا محطة واحدة تتاح لهم الفرصة لاكتشاف تلك البرامج التعليمية والثقافية . اما الذين لهم مجال الاختيار بين عدة محطات فقد لا تتاح لهم تلك الفرصة الا نادرا جدا. فكلما كان مجال الاختيار بين المحطات مفتوحا امام الطفل ضعف الاحتمال في ان يقع على برنامج ثقافي يعد من وجهة نظر رجال التربية ذا اثر فعال في معرفة الطفل، اذ يمده بخبرات جديدة ويوسع المجال امام ذوقه .
ويشير شرام في دراسته الى ان الاطفال الاميركيين والكنديين ان الطفل اذا لم يجد الترفيه الخفيف من احدى المحطات فانه يسعى لان يجده في محطة اخرى، وينتج عن ذلك تركيز اهتمام الطفل في البحث عن البرامج الخيالية والترفيهية، وتأثير ذلك يكون في عدم تطور ذوق الطفل وتنوعه ) .
4- تنمية قابلية الافراد وتوسيع مداركهم : حيث اننا(بتحليل قسم من برامج التلفزيون نجد ان قسما منها ايجابي يؤدي الى تنمية قابليات الافراد وذكائهم وتوسيع مداركهم باكسابهم معلومات جديدة يؤدي الى نشر التفكير العلمي وتنمية روح المرح والمنافسة الشرعية وتقوية الروابط الاسرية والدينية وتنمية الميول المهنية والفنية والرياضية والاطلاع على احداث العالم ).
أضرار التلفاز
شيء من أضرار التلفزيون التلفاز
إن اعدأ الاسلام قد اجمعوا كل قوتهم للقضاء على المسلمين في كل مكان
وقد قسموا هذه الامة المسلمة الى قسمين : قسم اجهزوا عليه قتلا وذبحا، وقسم آخر سلطوا عليه كل انواع الغزوالفكري لاخراجهم من دينهم
. ومن وسائلهم الخبيثة لتحقيق الهدف الخبيث ومن اكثرها تاثيرأ التلفاز : فرايت اننا منذ تفتحت ابصارنا ونحن نوقف سمعنا وابصارنا وافئدتنا على بثه ونتابعه دون وعي . ثم ارى الجيل الجديد يسير على نفس الدرب . تاملت هذا الرائي وما يبث : ،من الحكمة ان نكون بهذه السذاجة . .ونحسن الظن به من هنا وقفت اراجع نفسي وأقلب محاسنه ومساوئه . فعلمت يقينا ان مفاسده اكثر بكثير من محاسنه . وهانذا أكتب هذه الرسالة تنبيها الى كل مسلم ومسلمه لبعض مخاطره ، لعل قشعريرة الرهبة تسري في اوصالنا إذا تلونا قول ربنا العظيم ( إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كـان عنه مسئولأ )
أولا : ضرره عقائديا
1 - القضاء على مفهوم البراءه من اعداء الله بما يعرض من امور تبعث على الاعجاب بالكفاروتكسرالحواجزالنفسيه بين المسلم والكا فر. واذا زال بغضهم فى الله بدأ التشبه بهم عنهم ومحبتهم وهذا يناف يالتوحيد
2 - نشر الدجل والسحر والعرافة والكهانة كما يعرض في كثير من المسلسلات وبرامج الصغار .
3 - اظهار شعائر الكفار ورموز أديانهم كذلك توجد افلام تهويدية وتنصيرية تدعوالى تعظيم دين اليهود والنصارى وتشوه الاسلا م
4- في كثير من البرامج امور شركية مثل : الإيحاء بقدرة بعض الخلق على مضاهاة الله في الخلق والاحياء والامانة وتدبير امورالكـون وهذه الامورلايقدرعليها الا الله سبحانه وتعالى كذلك نتشارالحلف بغيرالله وتعظيم غيرالله وخشيته واعتقاد حصول الشفاء والبركة من غير الله تعالـى وهذا من الشرك الواضح .
5- الاستهزاء بالاسلام في بعض التمثيليات وهذا كفر .
6- كثرة المعاص والمنكرات والناس يهونون الأمور ويتفرجون عليها مما ، ادى بالبعض الى اعتقاد حلها وهذا امر خطير ومن نواقض الاسلام حيث انه تحليل ماحرم الله
ثانيا :ضرره تعبديا :
1- تضييع الصلوات وعدم ادائها مع الجماعة بسبب الانشغال بالتلفاز .
2 - التسبب في بغض بعض الشعاثر كما يحدث عند قطع المباراة لرفع الاذان وبغض الدين من نواقض الاسلام .
3- الطعن في بعض ما جاءت به الشريعة من احكام كألحجـاب وتعدد الزوجات .
4- انقاص اجر الصائمين او اذهابه كليا بذنوب المشاهدات والسماع المحرم .
ثالثا ضرره اجتماعيا :
1- اضاعة الوقت مما يسبب اشاعة الكسل وتعطيل الانتاج وصرف الطلبـة عن الدراسة . ؟
2- قطع صلة الارحام حيث انشغل الناس بالتفرج فلا يتزاورون وان زاروا فلا يتحادثون في الاحاديث النافعة بقدر ما يتحلقون حول الشاشة . ! J
3- الدعوة الصريحة الى الجرائم من عنف وقتل وسرقة وغيره 4- بدلأ من ان يكون القدوة هو النبي صلى الهل عليه وسلم والعالم والمجاهد اصبح الممثل والراقصة واللاعب هوالقدوة وهذافقدان لهوية الامة .
رابعا : ضرره اسريا
1- تمرد الابناء علىالاباء بالمشاهد التي تدعو الى ذلك .
2- إثارة الخلافات الاسرية بسبب التنازع على المحطات المختلفة فتنشأ الخلافات وتتصدع الاسرة .
3- ظهور المشكلات بين الأزواج من جراء النظر المحرم .
خامسا: ضرره اخلاقيا :
1- اثارة الشهوات مما يسبب كثرة الفواحش التي تسبب زوال الامن .
2- اكتساب الشخصية الهزلية وانحسار الجدية بفعل افلام الكوميديا التي ربت جيلا تافها لا هم له الا الضحك والكلأم البذيء .
3- تعليم المشاهدين الغناء والخلاعة والعلاقات المحرمة وكل ما يجـر الى الرذيلة .
4 - يصور الرذائل الخلقية كالكذب والخداع والرشوة وغيرها من الكبائر على انها بطولة وذكاء .
سادسا :ضرره نفسيا :
1- يؤكد علماء النفس ان التلفاز يقوم بمهمة تربوية سلبية جوهرها التخدير والانصراف عن الواقع الى عالم خيالي مريض كما يؤكدون انه يربي على العنف وينعكس ذلك على المشاهدين باصابتهم بالغثيـان وامراض نفسيه كالخوف والتبول اللاإرادي والكابوس عند النوم والعدوان .
2- يروج التلفازلعملية التربية الموازية والمعاكسة للتربية فابناؤنا يعيشون تناقضا رهيب بين مايدعو اليه التلفاز ومايدعو اليه الاسلام مما يجعلهم يصابون بالصراع النفسي وانفصام الشخصية .
سابعا ضرره صحيا :
1- الاضراربالبصر وكثرة السهر والجلوس طويلأ بلا حركة يؤذي ا لبد ن .
2- التعود على الضجيج مما يساهم في اضطراب وضعف السمع اذ ثبت ان الموسيقى تضعف السمع .
3- تسبب مشاهدة التمثيليات ارتفاع ضغط الدم والتوتر العصبي وتسارع ضربات القلب .
4 - يتضرر كثير من الاطفال عندما يقلدون السوبرمان وغيره ويتضرر الكبارالذين يقلدون الملاكمين .
ثامنا ضرره تاريخيا :
1 - تحريف حقائق التاريخ مثل الزعم بان اليهود اصحاب قضية عادلة .
2 - التقليل من شان ابطال الاسلام حيث تمثل ادوار لقادة الفتح الاسلامي والعلماء وتظهر بهيئة مبتذلة كما يمزجون القصة الحقيقية قصصا اخرى خرافية والممثلون في الأصل فسقة وفجرة .
3- إيقاع المسلمين تحت وطاة الهزيمة النفسية بما يعرض من
انواع آلات الحرب عند الكفار فيحس المسلم بانهم لا يهزمون
تاسعا ضرره ماليا :
1- صرف المبالغ الطائلة في شراء اجهزة والأفلام والاصلاح لها وأجهزة التحسين والاستقبال وهذا المال سيسأل عنه العبد يوم القيامة فيم أنفقه .
2- تغري الاعلانات التجارية الناس فيقومون بشراء ما لا يحتاجون وتتنافس النساء في شراء الأزياء مثل الممثلات . فاتقوا الله أيها المسلمون