منتدى محمد جلال
منتدى محمد جلال يرحب بالساده الاعضاء والزائريين
منتدى محمد جلال
منتدى محمد جلال يرحب بالساده الاعضاء والزائريين
منتدى محمد جلال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى محمد جلال

منتدى راقي ومحترم لكل الفئات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 تحقق البركة في افضل الصدقه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الباشا علي سيد
مدير
مدير
الباشا علي سيد


عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 12/05/2010
الموقع : https://seda.roo7.biz

تحقق البركة في افضل الصدقه Empty
مُساهمةموضوع: تحقق البركة في افضل الصدقه   تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2010-12-16, 11:42 am


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرو ر أنفسن ا وم ن
سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم تسليمًا.
 
فإن من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى الصدقة على الفقراء والمحت ا ج ي ن ،
وهي دليل على صحة إيمان العبد ب ر ب ه ، ويقينه بأن الرزق بيد الله تعالى وح د ه ،
  ( قال تعالى : " قُلْ من يرزقُكُم من السماوات والْأَرضِ قُلِ اللَّه .. ( ٢٤
فالمال ميال بالقلوب وحاجب لها عن رؤية ما ينتظر العبد من ج ز ا ء ، وحاجب لها
عن رؤية ما لله تعالى من نعم ومنن عليه تستوجب ا ل ش ك ر ، عنِ ابن عباسٍ رضي
ا لله عن ه قَالَ :قال رسول الله صل ى الله عليه وسل م : "في ابن ادم ستُّون وَث َ لاثُمئَه
س َ لا  مى ، أو عظْم ، أو مفْصلٌ ، عَلى كُلِّ واحد في كُلِّ يومٍ صدَقة ، كُلُّ َ كلمة َ طيب  ة
صدَقةٌ ، وعون ال  ر  جلِ أ َ خاه صدَقةٌ ، والشَّربةُ من اْلماء يسقيها صد قَ ٌ ة ، وإِما َ طةُ
 . الأذَى عنِ الطَّرِيق صدَقةٌ
والمؤمن يدرك قيمة التكافل وأنه لا يعيش لنفسه فقط وأن عليه أن يعطي ا ل ف ق ر ا ء
والمحتاجين من مال الله الذي هو مستخلف ع ل ي ه ، قال تعال ى : " آ  منُوا بِاللَّه
ورسولِه وأَْنفقُوا مما جعَلكُ  م  م  سَتخَْلفي  ن فيه فَالَّذي  ن آ  منُوا منْكُم وأَنْفَقُوا لَهم أَج  ر َ كِبي  ر
عن أبي سعيد الخدري قال:بينما نحن م ِ ع رسول الله صلَّى اللَّه ،  (٧)
عَليه وسلَّم في سفر؛ إذ جاء رجل على ناقة له،فجعل يصرِفُها يمينًا وشما ً لا، فقا ل
رسول الله صلَّى اللَّه عَليه وسلَّم :" من كان عنده فَضل ظَهرٍ ؛ فليع  د به على من لا
3
ظهر له. ومن كان عنده فَضلُ زاد؛ َفلْيعد به على من لا زاد له "، حتى ظننا أنه لا
  . حقَّ لأحد منَّا في الَف  ضلِ
قال الشاعر :
 
 
 
والعاقل هو من ينافس في حب ال خ ي ر ، وفي التصدق على المحتا ج ين ، عنِ اب ِ ن
لاَ حسد إِلاَّ في »: عمر رضي اللهُ عنْهما : عنِ النَّبِ  ي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
اْثَنتَي ِ ن ، رجلٌ آَتاه اللهُ اْلُقرآن فَهو يتْلُوه آنَاء اللَّيلِ  وآنَاء النَّ  هارِ ، ورجلٌ آتَا ه اللهُ
 .« مالاً فَهو يْنفق  ه آناء اللَّيلِ وآناء النَّ  هار
 
لذا حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته رجالاً ونساء على ال ت ص د ق ، ع ن أَبِي
 هريرَ ة ، قَالَ: جاء رجلٌ إَِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقال : يا رسولَ الله
، أَي الصدَقة أَعظَم أَجرا ؟ قَالَ : أَما وأَبِيك َلُتَنبأَنَّ  ه ، أَن تَصدقَ وأَنْ َ ت صحيح شَحيح
، تَخْشَى الَْفقْر ، وَتأْملُ اْلبَقاء ، و َ لا َتمهلْ حتَّى إِ َ ذا بَل َ غت الْ  حلْقُوم ، قُلْ َ ت : لِفُ َ لانٍ كَذَا
  . ، ولِفُ َ لانٍ كَذَا ، وَقد كَان لِفُ َ لانٍ
 
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صل ى الله عليه
وسلم - في أضحى أو فطر - إلى المصلى ثم انصرف فوع ظ الناس وأمرهم
بالصدقة فقال : أيها الناس تصدقوا فم  ر على النساء فقال : ي ا معش ر النسا ء
تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ... فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن
مسعود تستأذن عليه ، فقيل : يا رسول الله هذه زينب فقال : أي الزيانب ؟ فقيل :
امرأة ابن مسعود ، قال : نعم ، ائذنوا لها ، فأذن لها ، قالت : يا نبي الله إنك
أمرت اليوم بالصدقة ، وكان عندي حلي لي ، فأردت أن أتصدق به ، فزعم ابن
مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
4
  . صدق ابن مسعود ، زوجك وولدك أحق من تصدقت ب ه عليه م
 
والصدقة في الإسلام فضلها عظيم وأثرها عميم ولها أخلاق وآداب .
أولاً : من فضائل الصدقة :
  
وصف الله تعالى المؤمنين المتقين في أوائل آيات المصحف وفي بداية س و ر ة
البقرة فقال سبحان ه : " الم ( ١) َ ذلِ  ك اْل  كَتاب لَا ريب فيه ه دى لِلْمتَّقين ( ٢) الَّذي  ن
يؤْ  منُون بِالَْ غيبِ ويقيمون الصَلا َ ة ومما رزقَْناهم يْنفُقو  ن ( ٣) والَّذين يؤْ  منُون بِما
أُنْ ِ زلَ إَِليك وما أُنْ ِ زلَ من َقبلك وبِالْآخرة هم يوقنُون ( ٤) أُوَلئِ  ك عَلى ه دى من ربهِ م
  ( وأُوَلئِك هم اْل  م ْ فل  حو  ن ( ٥
فكان من صفات أهل الإيمان واليقين أنهم يؤدون ما عليهم من صدقات وزك و ا ت
ابتغاء مرضاة الله تعالى لان في ذلك هد ى وضياء لهم وسط ظلمات ا ل ح ي ا ة ، ع ن
أبي الحارث بن عاصم الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ الّله صلى الله
عليه وسلم"الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله،
تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر
ضياء، والقرآن حجة لك أو حجة عليك كل الناس يغدو فبائع نف سه فمعتقه ا أو
  " موبقها
قال النوو ي : معناه أنه يفزع إليها كما يفزع للبراهين، كأن العبد إذا سئل يو م
القيامة عن مصرف ماله كانت له صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول :
تصدقت به، وقال غيره: معناه أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها لأن المناف ق
يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته عل ى قو ة إيمانه والله
 . أعلم
5
وقال القزويني : الصدقة برهان على جزم المتصدق بوجود الآخرة وما تتضمنه
من المجازات لأن المال محبوب للنفوس المنصفة بالخواص الطبيعية فلا يقدر على
بذل المال ما لم يصدق بانتفاعها فيما بعد بثمرات ما يبذل ه وفوزه ا بالعو ض
 : وحصول السلامة من ضرر متوقع بسبب فعل قرنت به عقوبة . المناوي
 
روى عن حيوة بن شريح التجيبي، الفقيه، المحدث، الزاهد، وهو من رواة الحديث
الثقات، كان يأخذ عطاءه في السنة ستين ديناراً، فلا يفارق ذلك المكان الذي أخذ
فيه العطاء حتى يتصدق بها جميعاً، فكان إذا جاء إلى منزله وجد الستين ديناراً،
تحت فراشة، فبلغ ذلك ابن عم له، فتصدق لعطائه جميعا أراد أن يفعل مثل حيوة،
وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئًا! فذهب إلى حيوة وقال: أنا تصدق ت بك ل
عطائي، ولم أجد تحت فراشي شيئاً، فقال له حيوة: أنا أعطيت ربي يقيناً ، وأنت
أعطيته تجربة. يعنى: أنت كنت تريد أن تجرب، وتختبر ربك، فتصدقت ، لتنظر
النتيجة، وأما أنا فأتصدق وأنا راسخ اليقين بما عند الله عز وجل م ن الجزاء
  . والعوض
ولقد كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يحب التصدق والإيثار على نفسه، وكان
يتصدق بقوته ويبيت طاويًا، فأصبح يوماً وليس في بيته غير درهم واحد، فقالت له
زوجته: خذ هذا الدرهم واتر به دقيقاً نعجن بعضه ونطبخ بعضه للأولاد، فإن هم لا
يصبرون على ألم الجوع، فأخذ الدرهم والمزود وخرج إلى السوق، وكان الج و
شديد البرودة، فصادفه سائل فتحوله عنه، فلحقه وألح عليه وأقسم عليه، فدفع له
الدرهم وبقي في هم وكرب، وفكر كيف يعود إلى الأولاد والزوجة بغير شئ، فمر
بسوق البلاط وهم ينشرونه ففتح المزود وملأه من النشارة وربطه وأتى ب ه إلى
البيت فوضعه فيه عل ى غفلة من زوجته ثم خرج إلى المسجد فعمدت زوجته إ ل ى
المزود ففتحته فإذا فيه دقيق أبيض فعجنت منه وطبخت للأولاد فأكلوا وشبعوا
ولعبوا فلما ارتفع النهار جاء أبو مسلم وهو على خوف من امرأته فلما جلس أتته
6
بالمائدة والطعام فأكل، فلما فرغ قال: من أين لكم هذا؟ قالت: من المزود الذي جئت
به أمس، فتعجب من ذلك وشكر الله على لطفه وكرمه.
وعن سعيد الحارثي قال: ضرب الربيع بن خثيم الفالج فطال وجعه فاشتهى لحم
دجاج، فكف نفسه أربعين يوما. ثم قال لامرأته: اشتهيت لحم دجاج منذ أربعين
يوما فكففت نفسي رجاء أن تكف فأبت فقالت له امرأته: سبحان الله وأي شيء هذا
حتى تكف نفسك عنه؟ قد أحله لك. فأرسلت امرأته إلى السوق فاشترت له دجاجة
بدرهم ودانقين فذبحتها وشوتها واختبزت له خبزا له أصباغ، ثم جاءت بالخوا ن
حتى وضعته بين يديه، فلما ذهب ليأكل قام سائل على الباب فقال: تصدقوا عل ي
بارك الله فيكم، فكف عن الأكل وقال لامرأته: خذي هذا فلفيه وادفعيه إلى السائل ،
فقالت امرأته: سبحان الله. فقال: افعلي ما آمرك، قالت: فأنا أصنع ما هو خير ل ه
وأحب إليه من هذا. قال: وما هو؟ قالت: نعطيه ثمن هذا وتأكل أنت شهوتك. قال:
قد أحسنت ائتيني بثمنه. قال: فجاءت بثمن الدجاجة والخبز والأصباغ فقال: ضعيه
على هذا وادفعيه جميعا إلى السائل.قال الربيع لأهله: اصنعوا لي خبيص ا. قا ل:
وكان يكاد لا يشتهي عليهم شيئا. قال: فصنعوه. قال: فأرسل إلى جار له مصاب ،
قال: فجعل يأكل ولعابه يسيل قال: فقال أهله: ما يدري هذا ما يأكل.
  . فقال الربيع: لكن الله عز وجل يدري
قال الشاعر :
  
    
 
  
والصدق ة سب ب ف ي ح ص ول الخير ونزول البركة فالله سبحانه يضاعف لمن أ د ى
حق الله في ماله بأضعاف مضا ع ف ه ، قال تعالى : { مَثلُ الَّذي  ن يْنفُقو  ن أَموالَهم في
سبِيلِ اللَّه َ كمَثلِ حبة أَْنبتَ ْ ت سبع سَنابِلَ في كُلِّ سنْبَل  ة مئَةُ حبة  واللَّه يضاعفُ لِم ن
ي َ شا  ء واللَّه واسع عليم . الَّذي  ن يْنفُقو  ن أَموالَهم في سبِيلِ اللَّه ثُم لَا يتِْبعو  ن ما
7
 {  أَْنَفقُوا منا ولا أَذًى لَهم أَجرهم عنْد ربهِم ولا خَوفٌ عَليهِم ولا هم يحزنُون
 
وقال سبحان ه : " يمحقُ اللَّه ال  ربا ويربِي ال  ص دَقات  واللَّه لَا ي  حب كُلَّ كَفَّارٍ أَثي ٍ م
  (٢٧٦)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قا ل الله
  . أنفق يا ابن آدم أنفق عليك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم
يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقو ل
 . " الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً
وعن أَنَسِ بنِ مالِك ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ر أَيتُ لَيلَةَ أُسرِي
بِي عَلى بابِ الْجنَّة مكْتُوبا : ال  ص  دَقةُ بِعشْرِ أَمثَالِها ، والَْقر  ض بَِثماني َ ة ع َ شر . َفقُلْتُ
: يا جِبرِيلُ ، ما بالُ الَْقرضِ أَفْضلُ من الصدَقة ؟ قَالَ : لأَن ال  سائِلَ يسأَلُ وعنْده ،
 . والْمسَتقْرِض لاَ يسَتقْرِض إِلاَّ من حاجة
عن سعيد الطَّائِ  ي ، أَبِي الْبخَْترِ  ي ، أَنَّه قَالَ : حدَثني أَبو كَبشَةَ الأَنْمارِ  ي ، أَنَّه سمع
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ : ثَلاَثَ ٌ ة أُقْ  سم  عَليهِن ،  وأُ  حدثُكُ م حديثًا
فَاحفَظُوه ، قَالَ : ما نَقَص مالُ عبد من صدَقة ، و َ لا ظُلم عبد مظْلمةً ، َفصبر عَليها
، إِلاَّ زاده اللهُ عزا ، و َ لا فَتَح عبد باب مسأََلة ، إِلاَّ فَتَح اللهُ عَليه باب فَقْرٍ ، أَو َ كلمةً
َنحوها ،  وأُ  حدثُكُم حديثًا فَاحفَظُوه ، قَالَ : إِنَّما الدْنيا لأَربعة نَفَرٍ : عبد رزَقه اللهُ مالاً
وعلْما ، فَهو يتَّقي فيه ربه ، ويصلُ فيه رحمه ، ويعَلم لِلهِ فيه حقا ، فَهذَا بِأَفْضل الْمَنازِلِ ، وعبد رزَقه اللهُ علْما وَلم ي  رزقْ  ه مالاً ، فَهو صادقُ النِّي  ة ، يقُولُ : لَو أَن
لِي مالاً َلعملْتُ بِعملِ ُف َ لا ٍ ن ، فَهو بِنيته ، فَأَجرهما سواء ، وعبد رزَقه اللهُ مالاً وَلم
ي  رزقْ  ه علْما ، فَهو يخْبِطُ في مالِه بِ َ غيرِ علْمٍ ، لاَ يتَّقي فيه ربه ، و َ لا يصلُ فيه رحمه
، و َ لا يعَلم لِلهِ فيه حقا ، فَهذَا بِأَخْبث الْمَنازِلِ ، وعبد لَم ي  رزقْ  ه اللهُ مالاً و َ لا علْما ،
فَهو يقُولُ : لَو أَن لِي مالاً َلعملْتُ فيه بِعملِ ُف َ لا ٍ ن ، فَهو بِنيته ، َفوِزرهما سواء .
 
8
يقول أبو العلاء:
   
    
  
  
عن أبي  هريرَ ة -رضي الله عنه-، عن النب  ي-صلى الله عليه وسلم- قال: "بينم ا
رجلٌ بَِفلاة من الأَر ِ ض إذ رأى سحابةً َفسمع فيها صوتاً: ا  سق حديَق َ ة ُفلا ٍ ن، فجاء
ذ؟لِك ال  س  حا  ب، فَأَفْرغَ ما فيه في حرة. قالَ: فاْنتَهيتُ، فإذا فيها أذنا  ب شراجٍ، وإذا
شَرج ٌ ة من تلْك الشُّ  ر ِ ج قَد اسَتوعبت ال  ماء فَسقَتْه، فاْنتَ  هي ُ ت إلى رجلٍ قائ ٍ م ي  حول الماء بمسحاته في حديَقة، َفقُلْتُ لَه: يا عبد اللَّ  ه، ما ا  سم  ك؟ فقالَ: فلا  ن الاس  م
الذي سمع في ال  سحاب  ة قال: كَيفَ َتسأُلني يا عبد اللَّه عن ا  س  مي؟ قا لَ: إِنِّي
سمعتُ في ال  سحاب  ة الذي ه؟ذا ماؤُها يقُولُ: ا  سق حديَق َ ة ُفلا ٍ ن با  س  م  ك، فأخِبرني م ا
تَصنَع فيها. قالَ: أما إذا قُلْ َ ت ه؟ذا، فإنِّي أَنْظُر إلى ما َ خرج منها، فَأَصدقُ بِثُلُثه،
  ." وآكُلُ أَنَا وعيالي ثُلَُث  ه، وأُعيد فيه ا ثُلَُث  ه

 
 
  
والصدقة سبب في حصول السعادة والوقاية من الأمراض والفتن والأحزان ، قا ل
تعالى-: "الَّذين يْنفُقو  ن أَموالَهم بِ؟للَّيلِ والنَّهارِ سراً وع َ لانيةً فَلَهم أَ  جرهم عند ربهِم
  و َ لا خَو ٌ ف عَليهِم و َ لا هم يحزنُون
عن حذَيفةَ -رضي الله عنه- قال: (قال عمر -رضي الله عنه-: أيكم يحفَ ُ ظ حدي َ ث
رسولِ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- ع ِ ن الفتنة؟ قال: قلتُ أنا أحفظُ  ه كما قال. قال:
إنَّك عليه َل  ج ِ ريء، فكيف؟ قال: قلتُ: فتن ُ ة الرجلِ في أهل  ه وول  د  ه وجارِه تُكفِّ  رها
الصلاُة والصدقةُ والمعروفُ قال سليما  ن: قد كا  ن يقولُ الصلاُة والصدقةُ والأم  ر
9
بالمعروف والنهي ع ِ ن المنكر قال: ليس هذه أُريد، ولكنِّي أُريد التي تموج كموجِ
البحرِ. قال: قلتُ ليس علي  ك بها يا أمير المؤمني  ن بأ  س، بينَ  ك وبيَنها با  ب مغلَقٌ .
قال: فيكْ  سر الباب أو يفتح؟ قال: قلت: لا، بل يك  سر. قال: فإنه إذا كُسر ل م يغلَق
أبدًا. قال: قلت: أجل. قال فَهِبنَا أن نسأَل  ه منِ البا  ب؟ فقلنا لمسروق: سلْه . قا ل
فسأََل  ه فقال: عمر -رضي الله عنه-. قال: قلنا: فعلم عم  ر من تَعني؟ قال: نعم، كما
  « أ  ن دو  ن غ  د ليل ً ة. وذل  ك أني حدثتُ  ه حديثًا ليس بالأغالي  ط
 
قال الشاعر :
  
     
عن أَبِي  هريرَ ة ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: م ن فَرج عن مسلمٍ
كُربةً من كُربِ الدْنيا ، فَرج اللهُ عنْه كُربةً من كُربِ الآخرة ، وم ن سَتر أَخَاه
اْل  مؤْ  م  ن في الدْنيا ، سَتره اللهُ في الآخرة ، واللهُ في عونِ الْعبد ما َ كا  ن الْعبد في
  . عونِ أَخيه
رو ي ع ن الحسن رضي الله عنه مرسلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 . داووا مرضاكم بالصدقة
عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه   جاء في
الله تعالى - أنه قال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه
الله - ، فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً من
سنة ، فسأل الأستاذ الإمام " أبا عثمان الصابوني " أن يدعو له في مجلس ه يو م
الجمعة ، فدعا له وأكَثر الناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأ ة
في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله
تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسل م كأنه يقول له ا : "
قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين " ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأم ر
بسقاية بنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح
10
الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفا ء
وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين ) .
أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه  وجاء في
الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج
وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئرًا ف ي مكا ن
يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل
الرجل ذلك فشفاه الله تعالى .
  
كما أن الصدقة سبب في انشراح الصدر وسرور النف س قال تعالى : " وأَن تَصدُقوا
 ( خَير َلكُ  م إِن كُنْتُم تَعلَمون ( ٢٨٠
وعن عبد الرحم ِ ن حدَث  ه أنه سمع أبا هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ  ه سمع رسولَ اللهِ
-صلى الله عليه وسلم- يقولُ:"مثَلُ البخيلِ وال  منفق كمثَلِ رجلينِ عليهما جبتا ِ ن من
حدي  د من ثُديهما إلى تراقيهما. فأما ال  منف ُ ق فلا ينفقُ إلا سب َ غتْ أو وَفرتْ على
جلده حتَّى تُخْفي بنانَ  ه وتَعفُو أثره. وأما البخيلُ فلا يريد أن ينف َ ق شيئًا إ ّ لا لَزِقَتْ كلُّ
  " حلْقة  مكاَنها، فهو يوسعها ولا تَّت  س  ع
 
قال الخطابي : وهذا مثل ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- للبخيل والمتصدق،
فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما لبس درع يستتر به من سلاح عدوه، فصبها
على رأسه ليلبسها، والدرع أول مايقع على الرأس إلى الثديي ن إل ى أن يدخ ل
الإنسان يديه في كميهما فجعل المنفق كمن لبس درعًا سابغة، فاسترسل ت عليه
حتى سترت جميع بدنه، وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه، فكلما أراد
لبسها اجتمعت إلى عنقه ، فلزقت ترقوته، والمراد أن الجواد إذا ه م بالصدقة
انفسح وانشرح لها صدره، وطابت نفسه، وتوسعت في الإنفاق، والبخيل إذا حدثها
11
 . بها، شحت بها ، فضاق صدره، وانقبضت يداه
 
 
  
قال تعالى : { يا أَيها الَّذي  ن آَمنُوا أَْنفقُوا مما رزقَْناكُم من قَبلِ أَن يأْتي يوم لا بيع
  { فيه ولا خُلَّةٌ ولا شَفَاع ٌ ة والَْ كافرون هم الظَّالِ  مو  ن
عن أَبِي سعيد الْخُدرِ  ي رضي اللهُ عنْه : عنِ النَّبِ  ي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
: صدَقةُ السر تُطْفئ َ غضب الرب ، وصَلةُ الرحمِ تَزِيد في اْلعمرِ ، وفعلُ الْمع  روف
  . يقي مصارِع ال  سو  ء
عن أَنَسِ بنِ مالِك ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِن الصدَق َ ة
 . َلتُ ْ طفئُ َ غضب الرب ، وَتدَفع عن ميَتة ال  سو  ء
روى ابن الجوز ي في كتاب البر والصلة عن عكرمة رحمه الله قال : إن ملكا ممن
سبق ، قال لأهل مملكته : إن تصدق أحد بشيء لأقطعن يديه !فجاء رجل إلى امرأة
، فقال : تصدقي علي ، قالت : كيف أتصدق عليك والملك يقطع يد ي ك ل م ن
يتصدق ..قال : أسألك بوجه الله ، لما تصدقت عل  ي ، فتصدقت عليه برغيفي ن ،
فعلم بذلك الملك ، فأرسل إليها فقطع يديها .. ثم إن الملك قال لأمه : دليني عل ى
امرأة جميلة أتزوجها ؟ قالت : هاهنا امرأة ما رأيت مثلها قط ، ولكن به ا عيب
شديد ، إنها قطعاء اليد .. فأرسل إليها ، فلما نظر إليها أعجبته ،فقال : أتريدين أن
أتزوجك ؟ قالت : نعم .. فتزوجها ، ودخل بها ، فحسدها ضرائر لها ، فخرج الملك
يقاتل عدوا ، فكتب ضرائرها إليه أنها فاجرة وقد ولدت غلاما ، فكتب الملك إل ى
أمه : خذي هذا الغلام ، فاحمليه على عنقها واضربيها ، واخرجيها من الدار إل ى
الصحراء ، وبينما هي تمشي والصبي على عنقها إذ مرت بنهر ، فنزلت لتشرب ،
فبدر الصبي عن رقبتها فوقع في الماء فغرق .. فجلست تبكي ..وبينما هي كذلك
.. م  ر بها رجلان ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ قالت : ابني كان على عاتقي ، فسقط في
الماء فغرق ..فقالا لها : أتحبين أن نخرجه لك ؟ قالت : إي والله ..قال : فدعو ا
12
الله عز وجل ، فخرج ابنها إليها ، ثم قالا : أتحبين أن نرد يديك إليك ؟قالت : نعم ،
فدعوا الله ، فاستوت يداها ..فقالا لها : أتدرين من نحن ؟ قالت : لا .. قالا : نحن
رغيفاك اللذان تصدقت بهما !.
  
وفي الصدقة تطهير للنفس من ال شح والبخل وتطهير للنفوس من الأحق ا د
والضغائن ، قال تعالى : " خُذْ من أَموالِهِم صدَقةً تُ َ طه  ر  هم وتُزكِّيهِم بِها وصلِّ عَليهِم
  ( إِن  صَلاَت  ك س َ كن لَهم  واللَّه سميع عليم ( ١٠٣
وقال سبحان ه : " فَاتَّقُوا اللَّه ما اسَت َ طعتُم واسمعوا  وأَطيعوا وأَنْفقُوا خَيرا لِأَنْفُسكُ م
ومن يو َ ق شُح َنفْسه فَأُولَئِك هم اْل  م ْ فل  حو  ن ( ١٦ ) إِن تُ ْ قرِ  ضوا اللَّه قَرضا حسنًا
 ( ي  ضا  عفْه َلكُ  م ويغْفر َلكُ  م  واللَّه شَكُور حليم ( ١٧
يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة ت ق ر ي ب ا
فهي واقعية، يقول: خرجت في فصل الربيع، وإذا بي أرى إبلي سمانًا يكاد أن يف  جر
الربيع الحليب من ثديها، كلما اقترب ابن الناقة من أمه  درت وانفجر الحليب منها
من كثرة البركة والخير، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها وتذكرت جارا لي
له بنيات سبع، فقير الحال، فقلتُ والله لأ تصدقن بهذه ال ناقة وولدها لجار ي ,
. والله يقول:" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" آل عمران: ٩٢
وأحب مالي إلي هذه الناقة، يقول: أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب عل ى
جاري وقلت خذها هدية مني لك.. يقول: ف رأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذ ا
يقول، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيع ه
وجاءه منها خير عظيم.
لما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون
يبحثون عن الماء والكلأ، ي قول شددنا الرحال ن بحث عن الماء في الدح و ل ،
والدحول: هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض
13
يعرفها البدو، يقول: فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب وأولا د ه
الثلاثة خارج الدحل ينتظرون فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج.
وانتظر أبناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يأسوا قالوا :لعل ثعباًنا لدغه ومات، لعله
تاه تحت الأرض وهلك، وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعا في تقسيم المال
والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي
التي أعطاها لجاره، إن جارنا هذا لا يستحقها، فلنأخذ بعيرا أجربا فنعطيه الجا ر
ونسحب منه الناقة وابنها، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار وقالوا: اخرج
الناقة، قال: إن أباكم أهداها لي، أتعشى وأتغدى من لبنها .فاللبن يغني عن الطعام
والشراب كما يخبر النبي ، فقالوا: أعد لنا الناقة خير لك ,وخذ هذا الجمل مكانها
وإلا سنسحبها الآن عنوة، ولم نعطك منها شيئًا.
قال :أشكوكم إلى أبيكم، قالوا: اشك إليه فإنه قد مات، قال: مات، كيف مات؟ ولما
لا أدري؟ قالوا: دخل دح ً لا في الصحراء ولم يخرج، قال: اذهبوا بي إلى هذا الدحل
ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي
دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلة ً ثم ربطه خارج الدحل فن ز ل
يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ، ويشم رائح ة
الرطوبة تقترب، وإذا به يسمع أنينًا، وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس
الأرض، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد
أسبوع من الضياع، فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه
التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل م ن
جديد، وأولاده لا يعلمون، قال: أخبرني بالله عليك أسبوعا تحت الأرض وأنت لم
تمت.
قال: سأحدثك حديًثا عجبا، لما دخلت الدحل وتشعبت بي الطرق فقل ت آوي إل ى
الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه، ولكن الجوع لا يرحم ,فالماء لا يكفي.
يقول: وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستل  ق على قفاي
سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في
14
الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب، فأخذ يأتيني في الظلام كل يو م
ثلاث مرات، ولكن منذ يومين انقطع لا أدري ما سبب انقطاعه؟ يقول: فقلت له لو
تعلم سبب انقطاعه لتعجبت! ظن أولادك أنك مت جاءوا إلي فسحبوا الناقة التي كان
يسقيك الله منها، والمسلم في ظل صدقته، وكما قيل : صنائع المعروف تقي مصارع
السوء ،فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا، لقد قسمت مالي نصفي ن، نصفه ل ي ،
ونصفه لجاري.
  
وصاحب الصدقة صاحب يد عليا في الخي ر يسعد بها في الدنيا والآخ ر ة ، قال
تعالى : " من عملَ صالِحا من ذَكَرٍ أَو أُْنثَى وهو مؤْ  من فََلنُ  حيينَّ  ه حياةً َ طيب ً ة
  ( وَلَنجزِينَّهم أَ  جرهم بِأَحسنِ ما كَانُوا يعملُون ( ٩٧
عن َنافعٍ عن عبد اللَّه بنِ عمر - رضى الله عنهما - ؛أَن رسولَ اللَّه صل ى الله
عليه وسلم قَالَ وهو عَلى الْمنْبرِ و َ ذ َ كر الصدقَةَ والتَّعفُّ َ ف  واْل  م  سأََل َ ة اْليد اْلعْليا خَي  ر
. من الْيد ال  س ْ فَلى ، فَاْليد اْلعْليا هى الْمنْفَقةُ ،  وال  س ْ فَل ى هى ال  سائَِل ُ ة
 
 
قال الشاعر :
 
 
عن أَبِي ب  ر  د َ ة ي  حدثُ عن أَبِي  ه عبد اللهِ بنِ قَيسٍ أَبِي مو  سى الأَشْعرِي ؛ أَنَّه قَالَ حين
حضره الْموتُ لِبنيه : أَي بني ! ا ْ ذ ُ ك  روا صاحب الرغيف . ثُم قَالَ : َ كا  ن رجلٌ في
صومعة لَه يَتعبد - أُ  راه ذَكَر سبعين سَنةً ، قَالَ عفَّان : حدَثنَا حماد ب  ن سَلم َ ة ، عن
عاصمٍ ؛ قَالَ : ستِّين سَنةً - لا ينْزِلُ إِلَّا يوما واحدا فَإِنَّه نَزلَ يوما واحدا . قَال :
فَشَب الشَّي َ طا  ن في عينه امرأَةً أَو شَبةً ، و َ كان مع الْمرأَة سبع َليال - أَو قَال :
سبع َ ة أَيامٍ - ، ثُم كُ  ش َ ف عنِ ال  ر  جلِ غ َ طاؤُه ، فَانْطَلَقَ تَائِبا ، َفجعلَ كُلَّما خَطَا خُطْوةً
15
سجد وصلَّى ، فَآواه اللَّيلُ إَِلى دكَّا ٍ ن عَليه اْثنَا ع َ شر مسكينًا منْضجِعين ، فَأَدركَه
اْل  عياء ، فَأَلْقَى نَفْسه بين رجَلينِ منْهم ، و َ كان ثَم راه  ب يَتصدقُ عَليهِم كُلَّ لَيلَة ،
عَلى كُلِّ مسكينٍ بِرغيف ، َفجاء الَّذي ي  ع  طيهِ  م ، فَأَعطَى كُلَّ واحد منْ  هم رغيفًا ، فَمر
عَلى الَّذي أَلْقَى نَفْسه بين أَظْهرِهم فَأَعطَاه رغيفًا ، َفَترك أَحدهم وهو لا يشْعر ،
فَقَالَ اْل  مْت  رو  ك : ما َ شأُْن  ك لَم تُعطني ؟ قَالَ : هلْ أَعطَيتُ أَحدا منْكُم رغيَفينِ ؟ قَالُوا :
لا واللهِ . فَقَالَ : واللهِ ! لَا أُ  ع  طي  ك اللَّيَل َ ة َ شيئًا - أَو كَما قَالَ - . فَذَكَر ال  ر  جلَ فاعطاه
الآ َ خر ال  ر  غي َ ف ؛ َفأَصبح ال  ر  جلُ ميتًا ، َفوزَِنت ال  سب  ع َليالٍ ِبال  سب  عي  ن سَنةً ؛ َفرجحت
ال  سب  ع َليالٍ ، ثُم وزِن ال  ر  غي ُ ف ِبال  سب ِ ع َليالٍ ؛ َفرجح ال  ر  غي ُ ف عَلى ال  سب ِ ع َليالٍ . قَالَ
  . أَبو مو  سى : فَأَي بني ! أُ َ ذكِّركُ  م صاحب ال  ر  غي  ف
 
  
فيوم القيامة حينما تدنوا الشمس من رؤوس الخلائق ويلجمهم ا ل ع ر ق إلجاما تأتي
الصدقة وتظلل صاحبه ا فالجزاء من جنس العمل فكما أنه أظل الفقير من ه ج ي ر
الحياة بصدقته وأخرج له أحب الأشياء إلى نفسه فان الله تعالى يكافئه بمث ل ف ع ل ه ،
قال الله -تعالى-: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن
  الله به عليم
عن أَبِي الْ َ خيرِ ، أَنَّه سمع عقْب َ ة بن عامرٍ يقُولُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يقُولُ: ك لُّ امرِئٍ في ظلِّ صدَقته ، حتَّى يفْصلَ بين النَّاسِ أَو قَالَ : حتَّى ي  ح َ كم
بين النَّاسِ.
قَالَ يزِيد : و َ كان أَبو الْ َ خيرِ لاَ يخْ  طئُه يوم ، إِلاَّ تَصدقَ فيه بِ َ شيء ، وَلو كَعكَةً ، أَو
 . بصَلةً ، أَو كَذَا
ذكر أن العبد إذا قدم إلى ميزانه " :: قال ابن الجوزي في
وأخرجت سجلات سيئاته أعظم من جبال الدنيا فإذا وجدت له صدقة طيبة تصد ق
بها لم يرد بها إلا وجه الله تعالى ولم يطلب بها جزاء من مخلو ق ولا رياء ولا
16
سمعة ولا محمدة ولا شكر فإن تلك الصدقة توضع في الميزان بأمر الملك الخلا ق
فترجح على جميع سيئاته ولو كانت سيئاته مثل وزن الجبال وأنشدوا:
 
 
 
  
ففي الصدقة وقاية من عذاب النار ومن غضب الجبار ، ولن ينال المغفرة إلا من
أحسن العطاء ، قال سبحانه : " إِن اْل  مسل  مي  ن والْمسلمات والْمؤْمنين والْمؤْمَنات
والَْقانتين والَْقانَتات والصادقين والصادَقات والصابِرِين والصابِرات والْ َ خاشعين
والْ َ خاشعات والْمَتصدقين والْمَتصدَقات والصائِمين والصائِمات والْحافظين فُرو  جه م
( والْحاف َ ظات والذَّاكرِي  ن اللَّه َ كثيرا والذَّاكرات أَعد اللَّه لَهم مغْفرةً  وأَ  ج  را عظيما ( ٣٥
 
عن عدي بنِ حاتمٍ ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه و س ل م : " ما منْكُم أَحد إِلاَّ
 سي َ كلِّمه ربه ، لَيس بينَ  ه  وبيَنه تَرجمان ، َفينْ ُ ظ  ر أَيمن منْه ، فَلاَ يرى إِلاَّ ما قَدم من
عمله ، وينْظُر أَشْأَم منْه ، فَلاَ يرى إِلاَّ ما قَدم ، وينْظُر بين يديه ، فَلاَ يرى إِلاَّ النَّار
.  تلَْقاء وجهِه ، َفاتَّقُو ا النَّار ، وَل و بِشق َتمرة
 
وعن عقْب َ ة بنِ عامرٍ رضي اللهُ عنْه : عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ :"إِن الصدقَةَ َلتُ ْ طفئُ عن أَهلها حر اْلُقبو ِ ر ، وإِنَّما يسَتظلُ اْل  مؤ  م  ن يوم الْقيامة
 . " في ظلِّ صدَقته
 
عن سعد موَلى َ طلْح َ ة عنِ ابنِ عمر َقالَ س م عتُ النَِّبى صلى الله عليه وسلم ي  حدثُ
حديثًا َلو َلم أَسمعه إِلاَّ مرةً أَو مرَتينِ حتَّى عد سبع مرات وَلكنِّى سمعتُه أَكْ َث ر م ن
ذَلِ  ك  س  م  ع ُ ت  ر  سولَ اللَّ  ه صلى الله عليه وسلم ي ُق و لُ: َ كان الْكفْلُ من ب ن ى إِسرائِيلَ َ لا
يتَورع من ذَنْبٍ عملَه فَأَتَتْه امرأٌَة فَأَعطَاها ستِّين دينَارا علَى أَن يطَأَها فَلَم ا قَ ع د
17
منْها مقْعد الرجلِ منِ امرأَته أُرعدتْ وب َ كتْ َفَقالَ ما يبكيك أَأَكْرهتُك َقاَل ت ْ َ لا و لَكنَّه
عملٌ ما عملْتُه َقطُّ وما حمَلنى عَليه إِلاَّ الْحاجةُ َفَقالَ َتفْعلين أَنْت ه َ ذا وم ا َف ع لْ ت ه
اذْهبِى َفهِى َل ك . وَقالَ َ لا واللَّه َ لا أَعصى اللَّه بعدها أَ ب د ا. َفما َ ت من َليَلته َفأَصب ح
. مكْتُوبا عَلى بابِه إِن اللَّه َقد َ غَفر لِلْكفْلِ
كان أحد الصالحين على فراش الموت فنطق بثلاث كلمات: ليت ه كان جديد ا :
ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول : ليته كان بعيدا : ويذهب في غفو ة ويفيق
وهو يقول: ليته كان كاملا فرآه أحدهم في المنام فسأله عن ذلك فقال : في يوم من
الأيام كنت أمش ي وكان معي ثوب قديم فوجدت مسكينا يشتكي م ن شد ة البرد
فأعطيته الثوب فلما حضرتني الوفاة ورأيت قصرا من قصور الجنة فقالت ل ي
ملائكة الموت : هذا قصرك فقلت : لأي عمل عملته ؟؟ فقالوا لي : لأنك تص دقت
ذات ليلة على مسكين بثوب فقال الرجل : إنه كان باليا فما بالنا لو كان جديدا ليته
كان جديدا . وكنت في يوم ذاهبا للمسجد فرأيت مقعدا يريد أن يذه ب للمسجد
فحملته إلى المسجد فلما حضرتني الوفاة ورأيت قصرا من قصور الجنة فقالت لي
ملائكة الموت : هذا قصرك فقلت : لأي عمل عملته؟؟ فقالوا: لأنك حملت مقعدا
ليصلي في المسجد : فقال الرجل إن المسجد كان قريبا فما بالنا لو كان بعيدا ليته
كان بعيدا ، وكنت ف ي يوم من الأيام أمشي و كان معي بعض رغيف فوجدت مسكينا
جائعا فأعطيته جزءاً منه فلما حضرتني الوفاة ورأيت قصرا من قصور الجنة فقالت
لي ملائكة الموت : هذا قصرك فقلت لأي عمل عملته؟؟: فقالوا لي لأنك تصدق ت
ببعض رغيف لمسكين : فقلت إنه كان بعض رغيف فما بالنا لو كان كاملا ليته كان
كاملا.
  
وأهل الصدقة يدعون يوم القيامة من باب الصدقة ويمن الله تعالى عليهم ب ا لأ ج ر
الكبير والرضوان الأكب ر ، قال تعالى : " آَمنُوا بِاللَّه ورسولِه وأَنْفقُوا مما جعَلكُ  م
  " م  ستَخَْلفي  ن فيه َفالَّذي  ن آَمنُوا منْكُم وأَنْفَقُوا لَهم أَج  ر َ كِبي  ر
18
عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما: قال: قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما م ن عامل
 " يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة
 
عن أَبِي  هريرَ ة قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :من أَصبح  مْنكُ  م الْيوم
صائِما . قَالَ أَبو بكْرٍ أَنَا . قَالَ فَمن َتبِع  مْنكُم الْيوم جَنازةً . قَالَ أَبو بكْرٍ أَنَا . قَال فَمن أَ ْ طعم  مْنكُم الْيوم مسكينًا . قَالَ أَبو بكْرٍ أَنَا . قَالَ فَمن عاد  مْنكُم الْيوم مرِيضا .
قَالَ أَبو بكْرٍ أَنَا . فَقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما اجَتمعن فى امرِئ إِلاَّ
  . د َ خلَ اْل  جنَّة
عن أَبِي  هريرَ ة ، أَن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: م ن أَنْفَقَ زوجينِ في
سبِيلِ اللهِ ، نُودي في الْجنَّة ، يا عبد اللهِ ه َ ذا خَي  ر ، فَمن كَان من أَهلِ الص َ لاة دعي
من بابِ الص َ لا  ة ، ومن َ كا  ن من أَهلِ الْجِهاد دعي من بابِ الْجِهاد ، ومن كَان م ن
أَهلِ الصدَقة دعي من بابِ الصدَقة ، ومن َ كا  ن من أَهلِ ال  صيامِ دعي من بابِ ال  ريانِ
، فَقَالَ أَبو بكْرٍ الصدي ُ ق : يا رسولَ اللهِ ، ما عَلى من يد  عى من هذه الأَبوابِ م ن
ضرورة ، فَهلْ يد  عى أَحد من هذه الأَبوابِ كُلِّها ؟ قَالَ : َنع  م ،  وأَرج و أَن تَكُون
 . منْهم
إذن فالصدقة سبب للهداية والفلاح و السعادة في الدنيا والآ خ ر ة ، وحصول الخي ر
والبركة ، وسبب للمغفرة وتكفير الذنوب ودفع ميتة ال س و ء ، والنجاة من النا ر
وإطفاء غضب الرب، وطريق إلى دخول الجنة .
19
ثانياً : من آداب الصدقة :
  
قال تعالى : { يا أَيها الَّذي  ن آَمنُوا أَْنفقُوا من َ طيبا  ت ما كَ  سبُتم ومما أَخْرجنَا َلكُ  م من
الأَر ِ ض ولا َتيمموا الْخَبِيثَ منْه ُتْنفُقو  ن وَل  سُت  م بِآَخذيه إِلا أَن ُت ْ غم  ضوا فيه واعلَموا
  {  أَن اللَّه غَن  ي حميد
وعن أَبِي اْل  حبابِ ، سعيد بنِ يسارٍ ، قَالَ : سمعتُ أَبا  هريرَ ة يقُولُ : قَالَ رسولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم:والَّذي نَفْسي بِيده ، ما من عبد يَتصدقُ بِصدَقة م ن كَسبٍ
طَيبٍ ، و َ لا يقْبلُ اللهُ إِلاَّ َ طيبا ، و َ لا يصعد إَِلى ال  س  ما  ء إِلاَّ طَي  ب ، فَيضعها في حق ،
إِلاَّ َ كا  ن كَأَنَّما يضعها في يد ال  ر  ح  ما ِ ن ، َفي  رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://seda.roo7.biz
 
تحقق البركة في افضل الصدقه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» افضل حكــ100ــمـه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محمد جلال :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» موضـــ المليون ــوع رد
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2015-04-13, 7:15 am من طرف Noor

» اهداء الى أغلى شخص
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-10-14, 8:04 am من طرف Noor

» أغذية مفيدة لتقوية مناعة الجسم
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-14, 10:28 am من طرف elamer

» أنذل رسالة بالعالم
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-02, 1:07 pm من طرف Noor

» لماذا تحك الذبابة يديها...ولماذا لُقبت بـ سيدة الطيران البهلواني .!
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-02, 1:06 pm من طرف Noor

» الابتسامه وسحرها الذي لايعلمة احد
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-01, 7:08 pm من طرف elamer

» وقفات مع المرأة العربية
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-01, 7:07 pm من طرف elamer

»  إلى 5 وعلق اللي عاوزه بالمروحه
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-09-01, 7:04 pm من طرف elamer

» شهر رمضان وساعات الطاعة
تحقق البركة في افضل الصدقه Empty2014-06-24, 12:37 pm من طرف Noor

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Noor
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
elamer
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
الباشا علي سيد
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
نهي اختي
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
moony
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
maramadnan
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
نونوس
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
الامورة مريم
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
أسيرة القلوب
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
رغد
تحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Emptyتحقق البركة في افضل الصدقه Empty 
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
ظبت ساعتك معانا



More Cool Stuff At POQbum.com