لمصر مكانتها عند الله ورسله فهي كنانة الله في أرضه وقد بوأها الله تعالى منزله هامه وقيضها لتضطلع برسالة شاقه في حماية الدين والذود عن حياض الأمة وجعلها وأهلها في رباط إلى يوم القيامة.
ولأهميتها حظيت بذكر القرآن الكريم لها (ادخلوا مصر إن شاء الله امنين) وقال سبحانه-: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوء القوم كما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة) .
وفى مصر مشاهد تاريخيه تفيض ذكريات غالية وقيماً سامية وفضائل عظيمه في جبلها المقدس ونيلها المبارك والطور الذي كلم الله تعالى نبيه موسى _عليه السلام _و بها الوادي المقدس و بها فلق الله البحر لموسى و بها ولد موسى وهارون ولقمان وعاش بمصر الخليل إبراهيم وإسماعيل و يعقوب ويوسف وعيسى عليهم صلوات الله وسلامه .
وحب مصر وأهلها فضلاً ومنزله وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي جاءت بها السنة الصحيحة حيث وصى عليه الصلاة والسلام بمصر وأهلها لما لهم من الذمة والرحم: اخرج الأمام مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن شماسه المهدي قال :
سمعت أبا ذر يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (( إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً )) وفى رواية أخرى عند مسلم (( إنكم ستفتحون مصر))
والمراد بالقيراط المذكور في الحديث جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به وأما الذمة فهي الحرمة والحق وهى هنا بمعنى الذمام وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم وإما الصهر : فلكون ماريه أم إبراهيم منهم .
وفى الرواية الثانية : (( فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً)) أو قال
(ذمة وصهراً)) رسالة مصر : ولأن حكمة الله تعالى شاءت لمصر أن تنهض بأشرف رسالة في الوجود حفاظا على دينه ونشراً له وتبليغاً وتعليماً وحماية للأمة الإسلامية وتراثها وقيامها بالجهاد في سبيل ذلك من اجل هذا حث الإسلام على تكوين جند عظيم لمصر وهو خير أجناد أهل لأرض وإنما كان جند مصر خير أجناد أهل الأرض لأنه سيظل في رباط وحراسه للحدود وللوطن الإسلامي إلى يوم القيامة .
هكذا روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (( أذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض )) فقال ابو بكر : ولم يا رسول الله ؟ قال : (( لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة )) (أخرجه ابن عبد الحكم ) فمصر وجندها وأهلها في رباط ودفاع عن الحق ونصرة للخير وتبليغ للإسلام ونشر لقيمه ...... أرجو التثبيت