[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من هو الارجنتينى ليونيل ميسى؟ هل هو حقا افضل لاعب فى العالم حاليا، ومن عظماء الكرة على مر التاريخ ؟؟ ام انه لاعب صاحب امكانات جيدة كغيره من اللاعبين الموهوبين، ولكن الظروف شاءت ان تضعه بين كوكبة نادرا ما تجتمع فى فريق واحد، ساعدته على ابراز نجوميته بشكل ملفت.
هل كان ميسي محظوظا بعد ان جاء فى زمن مظلم على المنافس الاول ريال مدريد وتحت قيادة ساحرة من مدرب شاب يدعى بيب جوارديولا ؟؟
كلها اسئلة كانت تدور فى اذهان عشاق الكرة ومتابعي الليجا الاسبانية طوال الفترات السابقة .. ولكن يوما بعد يوم يثبت ميسى بانه لاعب من زمن اخر.
ميسى وفى زمنه، تكسرت كل القواعد المتعارف عليها كرويا والتي رددناها وحفظناها وكتبناها مرارا وتكرارا.
قديما سمعنا ان كرة القدم لعبة جماعية وصدقنا وآمنا بذلك، حتى خرج ميسى وروض الكرة، فاصبحت فردية حينما يشاء، وجماعية حيثما اراد، فبمقدوره ان يمر ويمر ويعتمد على قدراته فقط بشكل يخطف العقول، وبمقدروه ان يمرر ويمرر ويعتمد على اسلوب جماعي بحت باستراتيجية تسحر القلوب.
قديما سمعنا ان اليد الواحدة لا تصفق، حتى جاء ميسى ليثبت بان اليد الواحدة قادرة على ان تصفق فى حال كانت لميسى.
ميسى بخلاف فنياته، هو متعاون لاقصى الدرجات، منكر للذات، وبخلاف مهاراته الفنية، فهو يملك قدرات بدنية لا غبار عليها، تجعله يلتحم مع الاجسام الاطول والاكبر والاعنف بكل ثقة، بل ويتفوق عليهم، وبخلاف نجوميته فهو أيضا متواضع الى اقصى الدرجات.
ميسى الذى لم نره مرة واحدة طرفا فى ازمة مع مدرب او جمهور او خصم او اعلام، لم يهتم يوما سوى بما سيقدمه فى المباريات، لم نره خالعا ملابسه على اغلفة المجلات الدعائية مستعرضا جسده المشدود.
ولم نره يوما نجما فى احاديث النميمة الكروية متباهيا بعلاقات مع عارضات الازياء او غيرهن من الفنانات ونساء المجتمع الاوروبي، ولم نره يوما فى قائمة ملاك القصور.
ميسى فى اضعف حالاته الفنية بلا شك بطلا، ميسى يجعلك تجلس امام المباراة وتكون قنوعا بان هذا هو الفعل الاصوب تماما وما دون ذلك خطأ كبير ومن يترك دعوة مجانية للمتعه المضمونة ؟!
الآن نقولها بكل حيادية وبكل ثقة: عفوا دييجو ارماندو مارادونا .. عفوا الساحر الاسمر بيليه .. فتحت اقدام الليو ذو الجسم الضئيل تكسرت معتقدات باليه وذهبت الاساطير مع الرياح، ليجلس الارجنتينى متربعا فوق عرش الكرة من دون منافسه تذكر.
قال البعض ان مستوى الارسنال تحسن كثيرا عن العام الماضي على الرغم من خروجه امام برشلونة، واوافقهم الرأى شكلا وموضوعا، فارسنال تحسن على مستوى خبرات اللاعيبين، ولكن فى الوقت نفسه لم يتحسن على مستوى الادارة الفنية من خارج الخطوط من قبل المدرب ارسين فينجر الذى يلعب بنفس اسلوب لعب سبق ولم يجدى نفعا معه.
فينجر ارتكب العديد والعديد من الاخطاء التى كلفته الخروج " المتوقع " امام برشلونة، لعب فينجر وكأنه يرفض الفوز بالبطولات سواء محليا او اوروبيا فخسر بغرابة امام برمنجهام فى نهائي كاس الاتحاد، ويرفض هدايا المان يو فى البريمرلييج.
وأخيرا، لعب من دون اى شكل او طعم او لون فى لقاء الاياب امام البارسا.
نجح فينجر فى ان يتغلب على المتاعب الخاصة بالهولندى روبين فان بيرسى فيما يتعلق باصابته، ولكنه فشل تماما فى ان يزيل المرض الذى سكن عقل بيرسى مع بداية المباراة ويستئصل حالة التوتر المبالغ فيها التي كان عليا بيرسى طوال اللقاء وكلفته كثيرا، فربما كان غياب بيرسى ببدنه اهون كثيرا من غياب بيرسى بعقله.
هل حاول الفرنسى فينجر ان يقوم باللعب بنفس اسلوب لعب الانتر فى الدور قبل النهائي من العام الماضى بقيادة مورينيو فى حال كان الامر صحيحا؟
فينجر خانه التوفيق لانه ليس مورينيو، وخبرات وقدرات لاعبي الانتر ليست كخبرات وقدرات لاعبي ارسنال، ونتيجة الذهاب بين الانتر والبارسا ( 3/1) ليست كنتيجة الذهاب بين الارسنال والبرسا (2/1)، ولكنه التقليد الاعمي.
مباراة البارسا والارسنال بخلاف انها اهدت الأسبان صعودا ثمينا للدور ربع النهائي بعد حالة من التوتر والترقب والقلق، ولكنها اهدته ايضا البرازيلى ادريانو والارجنتينى ماسكيرانو، فالثنائى لعبا افضل مباراة لهما بقميص البارسا منذ الانتقال اليه مطلع هذا الموسم.
حالة الفرحة العارمة والمبالغ فيها التى كان عليها بيب جوارديولا توضح ان بداخل هذا الرجل كمية من العشق الكتالونى الكبير، اضافة الى احساسه بما يدور حوله من حملات تشكيك ومعاناته مع المرض.
جوارديولا استخرج بفرحته كل الاوجاع والآلام التى تسكن ظهره، وتخلص من اعباء المرض، واثبت بانه المدرب الاروع فى العالم